بركة اليتيم ..... بأمر العزيز الحكيم

ولد النبي المنتظر في شهر ربيع الأول ... تقول السيدة آمنة حين ولدته كأنه خرج من فرجي نورًا أضاءت له قصور الشام ، وكعادة العرب أنهم يلتمسوا لأولادهم المراضع من المناطق البعيدة عن الحاضرة بعيدًا عن الأمراض وليشتد عظمهم ... وكانت أول من أرضعته هي ثويبة مولاة أبى لهب وهو في ذلك أخ من الرضاعة لأبي سلمة ولحمزة بن عبد المطلب ... ولما التمسوا له المرضعة كانت سعيدة حظها السيدة حليمة هي من أرضعته وكان زوجها الحارث يكنى بأبي كبشة وهذا ما سنجد المشركين يعيرون رسولنا به إذ كانوا ينادونه بابن أبي كبشة تهكمًا عليه صلى الله عليه وسلم ... وهنا تظهر حبيبة رسول الله – أخته من الرضاعة – الملقبة بالشيماء ... ولكن نعود بفلااااش باك إلى باديء الأمر وكيف أن فازت حليمة السعدية برضاعة ابن سيد قومه محمد بن عبد المطلب؟؟؟

خرجت الحنون حليمة السعدية - كما أحب ان أذكرها – مع زوجها وابنها الرضيع التي لا تجد شيئًا لترضعه وكانت سنة احسبها كسني يوسف لا ثمر ولا شيء يغني من جوع، فخرجوا راجين الفرج و كان بعيرها أبطأ بعير فيمن خرجوا حتى وصلت في آخر القوم فكانت كل من حصلت على رضيع أخذ ت بأشدهم حالا وأغناهم وتعرض عن رسول الله لكونه يتيمًا وتقول وماذا تصنع أم اليتيم وجده ... فلما وصلت الحنون حليمة لم تجد سوى رسول الله في انتظارها ويالها من غنيمة لو كن يعلمن الغيب - و لا يعلم الغيب إلا الله – وكرهت حليمة أن تعود بين القوم وليس معها رضيع فأخذته وعادت به مع قومها ...وهنا ترى بوادر الآيات

القميراء التي امتطتها اصبحت أسرع بعير في القوم حتى ظنوا انه أصابها شيء ، وبدأت ترضعه وهي لا تدري كيف ترضعه ولم تكن منذ قليل تجد ما ترضع به ابنها فرضع حتى ارتوى هو وأخوه الجديد ، ونامت هي وزوجها وتقول لم نكن ننم مع غلامنا قبل ذاك – من صراخه – ويقوم الزوج ليرى الشاة مليئة باللبن فيحلبها ليشربا منها ... والله إنه البركة المهداة – ويقول لها زوجها والله يا حليمة لقد أخذت نسمة مباركة ... وأقول إي وربي إنه قدر الله شاء أن يكون الخير فيكم

وتم الغلام السنتين سريعًا وكان يشب الغلام الرسول شبابًا ليس في الغلمان ... تذهب حليمة إلى السيدة آمنة تطلب منها مكوث الرسول عندها فقد رأت من بركته ما رأت - بأمر الله - فتأذن لها السيدة آمنة بذلك بعد عناء ... فتعود فرحة ببقاء البركة معها

ولكن هل يٌقتل الغلام وهو عند الحنون حليمة السعدية؟؟؟ ومن يقتله؟؟