فاصل قصير

تعانق شمسنا شمس السحاب

ولا تحلو الحياة بلا صحاب

وفي ذكر القدامي أستريح

وفي خلق السما عجب العجاب

سمعت مناديًا يدعو الجريح

إلى جناتكم أهل التراب

فجهزت المطايا والمديح

وأسرعت الرحيل بلا خطاب

رسول قد أضاء الكون حبًا

وأصحاب لهم حسن الثواب

وأتباع رأوا عهدًا قديمًا

أناروا بالعلوم كما الشهاب

ولا أتلو حديثًا غير أني

أسير العشق أسعى للرحاب

وأوري في المنام الفرقتان

ملائكة أتوا من الرحمن

فقيل أن اضربوا مثلا لصاحبكم

فنائم العين قلبه يقظان

فقالوا كأنما أتى رجل بمأدبة

وأرسل داع من بني الانسان

فمن لبى النداء فقد طعم

ومن يأب ذلكم خسران

ونحيا في الحياة بلا ونيس

وقد فارقت دنيانا مجاب

نراجع عهدك العهد النفيس

وقد رافقت أخيارًا تهاب

فإن كان السبيل إليك حبي

فها قلب يسارع باقترابي

مقتل النبي المنتظر

هم اطفال صغار ليس لهم إلا اللعب واللهو ... لكن عند العرب ينشأ الطفل على تحمل المسئولية وباللغة الحديثة ...ادرة أعمال
يخرج الطفل الصغير مع أخيه من الرضاعة ليرعى الغنم ويشب كما يشب الغلمان في مثل سنه فتيان عقولهم مولعة بالعمل والحياة
ولكن ... هل يقتل الغلام؟؟؟
وهذا ما سيحكيه لنا الرسول خير الأنام بنفسه عن هذا اليوم العصيب
يقول: كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر، فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا، ولم نأخذ معنا زاداً،
فقلت: يا أخي! اذهب فأتنا بزاد من عند أمنا. فانطلق أخي ومكثت عند البهم، فأقبل طائران أبيضان كأنهما نسران،
فقال أحدهما لصاحبه: أهو هو؟
فقال: نعم. فأقبلا يبتدراني، فأخذاني فبطحاني للقفا، فشقا بطني، ثم استخرجا قلبي فشقاه، فاخرجا منه علقتين سوداوين،
فقال أحدهما لصاحبه: ائتني بماء وثلج، فغسلا به جوفي،
ثم قال: ائتني بماء برد ، فغسلا به قلبي، ثم قال: ائتني بالسكينة. فذرها في قلبي، ثم قال أحدهما لصاحبه: خطه. فخاطه، وختم على قلبي بخاتم النبوة، فقال أحدهما : اجعله في كفه ، واجعل ألفاً من أمته في كفة. فإذا أنا أنظر إلى الألف فوق؛ أشفق أن يخر عليّ بعضهم، فقال: لو أن أمته وزنت به لمال بهم، ثم انطلقا فتركاني، وفرقتُ فرقي شديداً، ثم انطلقت إلى أمي فأخبرتها بالذي لقيت، فأشفقت أن يكون قد لبس بي،
فقالت: أعيذك بالله. فرحلت بعيراً لها، وحملتني على الرحل، وركبت خلفي، حتى بلغنا إلى أمي،
فقالت: أديت أمانتي وذمتي، وحدثتها بالذي لقيتُ، فلم يرُعها، وقالت: إني رأيت خرج مني نور أضاءت منه قصور الشام

وأرى في هذا بداية التجهيز والاعداد لقائد العالمين إلى بر النجاة


نبدأ إن شاء الله مع بداية الرسالة

انتظرونا في الحلقة القادمة

بركة اليتيم ..... بأمر العزيز الحكيم

ولد النبي المنتظر في شهر ربيع الأول ... تقول السيدة آمنة حين ولدته كأنه خرج من فرجي نورًا أضاءت له قصور الشام ، وكعادة العرب أنهم يلتمسوا لأولادهم المراضع من المناطق البعيدة عن الحاضرة بعيدًا عن الأمراض وليشتد عظمهم ... وكانت أول من أرضعته هي ثويبة مولاة أبى لهب وهو في ذلك أخ من الرضاعة لأبي سلمة ولحمزة بن عبد المطلب ... ولما التمسوا له المرضعة كانت سعيدة حظها السيدة حليمة هي من أرضعته وكان زوجها الحارث يكنى بأبي كبشة وهذا ما سنجد المشركين يعيرون رسولنا به إذ كانوا ينادونه بابن أبي كبشة تهكمًا عليه صلى الله عليه وسلم ... وهنا تظهر حبيبة رسول الله – أخته من الرضاعة – الملقبة بالشيماء ... ولكن نعود بفلااااش باك إلى باديء الأمر وكيف أن فازت حليمة السعدية برضاعة ابن سيد قومه محمد بن عبد المطلب؟؟؟

خرجت الحنون حليمة السعدية - كما أحب ان أذكرها – مع زوجها وابنها الرضيع التي لا تجد شيئًا لترضعه وكانت سنة احسبها كسني يوسف لا ثمر ولا شيء يغني من جوع، فخرجوا راجين الفرج و كان بعيرها أبطأ بعير فيمن خرجوا حتى وصلت في آخر القوم فكانت كل من حصلت على رضيع أخذ ت بأشدهم حالا وأغناهم وتعرض عن رسول الله لكونه يتيمًا وتقول وماذا تصنع أم اليتيم وجده ... فلما وصلت الحنون حليمة لم تجد سوى رسول الله في انتظارها ويالها من غنيمة لو كن يعلمن الغيب - و لا يعلم الغيب إلا الله – وكرهت حليمة أن تعود بين القوم وليس معها رضيع فأخذته وعادت به مع قومها ...وهنا ترى بوادر الآيات

القميراء التي امتطتها اصبحت أسرع بعير في القوم حتى ظنوا انه أصابها شيء ، وبدأت ترضعه وهي لا تدري كيف ترضعه ولم تكن منذ قليل تجد ما ترضع به ابنها فرضع حتى ارتوى هو وأخوه الجديد ، ونامت هي وزوجها وتقول لم نكن ننم مع غلامنا قبل ذاك – من صراخه – ويقوم الزوج ليرى الشاة مليئة باللبن فيحلبها ليشربا منها ... والله إنه البركة المهداة – ويقول لها زوجها والله يا حليمة لقد أخذت نسمة مباركة ... وأقول إي وربي إنه قدر الله شاء أن يكون الخير فيكم

وتم الغلام السنتين سريعًا وكان يشب الغلام الرسول شبابًا ليس في الغلمان ... تذهب حليمة إلى السيدة آمنة تطلب منها مكوث الرسول عندها فقد رأت من بركته ما رأت - بأمر الله - فتأذن لها السيدة آمنة بذلك بعد عناء ... فتعود فرحة ببقاء البركة معها

ولكن هل يٌقتل الغلام وهو عند الحنون حليمة السعدية؟؟؟ ومن يقتله؟؟

وأول الحياة ... لقاء وفراق

في زمن انتشر فيه الجهل... في بلدة قالوا عنها مركزالكرة الأرضية ... قيل عنها أم القرى .. حدودها من الشمال والجنوب والشرق والغرب ليس إلا كفر مطلق ... أو شرك بضلال ... وقلوب صلبة لا تعرف الرحمة ... وأناس يتبعون الهوى

التقت أسرتان من ذوي النسب والمال والشهرة في جزيرة العرب ليبدأوا تأسيس فرع جديد لهما من جيل جديد ...قبيلة بني هاشم ... وقبيلة بني زهرة

وعقد الزفاف ... عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم ... وهو يومئذ أحب أولاد عبد المطلب لأبيه .... والفتاة ... هي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة ,وهي بنت سيد قومها وخير بنات القوم

وإذا ذكرنا الزواج نذكر معه الحب ... وذكرنا أن عبدالله كان أحب الولد لأبيه ...عبد الله بن عبد المطلب من نسل النبي المبارك اسماعيل عليه السلام والذي سمي بالذبيح وقد فداه ربه بكبش عظيم حيث قال في الآية " وفديناه بذبح عظيم" ... والعجيب أن عبدالله قد سمي بالذبيح أيضًا وقد فداه أبوه بمائة من الابل مقابل أن يوفي بنذره ... ومنعه من ذبحه حبه له ..بل منعه قومه من ذبحه لحبهم له ... ومن حب في اللقاء ننتقل إلى حب في الفراق ... حيث يرسل عبد المطلب ولده عبد الله بعد زواجه للتجارة في الشام ... وقيل بعثه ليتمر لهم ... وهناك تكون الرحلة الأخيرة لعبد الله ويلاقي ربه وفي رحم امرأته نور العالمين وخاتم النبيين والمرسلين

وقامت آمنة تنعي زوجها بأبيات جميلة ... جلبتها لكم من كتاب الرحيق المختوم

عفا جانب البطحاء من ابن هاشم ... وجاور لحدًا خارجًا في الغماغم

دعته المنايا دعوة فأجابها ... وما تركت في الناس مثل ابن هاشم

عشية راحوا يحملون سريره ... تعـاوره أصحـابه فـي التـزاحم

فإن تك غالته المنايا وريبها ... فقد كان معطاء كثير التـراحم

وكان كل ما تركه عبدالله خلفه جارية حبشية هي أم أيمن حاضنة النبي ، وخمسة جمال وقطعة غنم

وكان مما تركه وراءه أيضًا ... ولم يره ... خاتم الرسل والنبيين ... محمد بن عبد الله ... الصادق الأمين